حظي الناقد السينمائي الراحل إبراهيم أيت حو (1962 – 2013) بتكريمين لروحه الطاهرة خلال شهر نونبر 2014 : الأول في حفل افتتاح الدورة 11 لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر ، والثاني في حفل اختتام الدورة السادسة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بورززات .
فيما يلي شهادة الناقد السينمائي حميد اتباتو في حق هذا الناقد الذي فقدناه وهو في عز عطائه :
ها نحن اليوم في لقاء نستحضرك فيه السي ابراهيم أيت حو لنحكي من خلالك عنا ، ومن خلالنا عنك . إن لقاءاتنا في ورزازات أو مكونة أو الدار البيضاء أو مراكش أو المناطق التي اجتمعنا فيها كانت على هذه الصيغة ، ندمج بين الخاص والعام لصياغة بوح حزين وحديث مر عن واقع الكتابة والسينما والنشر والتهافت والهامش وكل ما تبقى . أستحضر كل ما قلناه وضحكنا منه ساخرين ، وأستحضر انسحابنا المشترك إلى الهوامش بحثا عن هواء ما ونقاء ما ، واختلاف ما ، وبحثا أيضا عن ملجإ أخير للنفاذ بما تبقى منا حتى لا نتفسخ أمام قهر المسخ وفيضان ما هو قبيح .
أستحضرك السي ابراهيم بكل قلقك بسبب استغلال البسطاء في ورزازات بصيغة عبيد السينما الجدد ، وبسبب طغيان السوقية على الإبداع في سينمانا ، وبسبب عدم انشغال السينما المغربية بما هو عميق خاصة المكون الأمازيغي والقضايا الحقيقية للناس .
كثيرا ما أعدنا الحديث عن إصدار مشترك حول المجال الفني ، ولأنني تراخيت باغتتني بكتابك الجميل عن " الأغنية " ، وأجلنا ذلك إلى مستقبل عجل برحيلك دون أن يعجل بخروج فكرتنا المشتركة . اختلفنا في المنهجية ونوعية المقاربة التي تحتاج إليها سينمانا ، إلا أن ذلك كان عربونا آخر للصدق والمحبة وليس للقطيعة والتباعد .
حكايتنا المتجددة عن الجنوب وأهله وثقافته وعن عوالم قلعة مكونة يتردد في أعماقي كأنك معي دوما بل لأنك في أعماقي دوما كما كل أحاديثنا الأخرى ، ولا أقول هذا تصنعا في لحظة تكريم بل لأني قدرت فيك دوما ما أعشقه لنفسي وهو عشق الهامش والإعتزاز بالإنتساب إليه ، وبعض الإنعزال والكثير من البوهيمية والإنصات لجلال البسطاء وغير المدعين في المجتمع والثقافة .
أذاقك الإنتساب السياسي الكثير من المرارة خاصة جحود أهل الدار ، لكن الأهم أنك كنت تمتلك ما يسعفك في الإغتسال من أوهام المجال لتمضي إلى انشغالاتك الثقافية منها والمهنية ، وحين أيقنت أن البؤس يتعمم في كل وجودنا ليقفل الينابيع الصافية المنعشة لاستمرارنا فضلت الإنسحاب إلى الصمت وإلى جوار الله حيث الأمل في رحمته بلا حدود .
فعليك رحمة الله السي ابراهيم ، وأبدا أنت بيننا ،ولنا كل العزاء في كتاباتك التي نشرت والتي لم تنشر ، وسنعمل مع أبنائك على إخراجها ، وكل العزاء في أبنائك وفي صفاء ذكراك وقيمتها في أعماقنا .